ماجد شاهين
منذ هَجَرنا عناوين َ البهجة ِ والجمال ومنذ نأينا عن رائحة الورد، حلّت بنا مصائب فقدان الذائقة وانزاحت مِجسّاتُ نبضِنا عن أهدافها وتاهت !
إذا ما أريد لــ « روح الورد « أن تنبعث وأن لا تختلط بالطين وأن تنهض أشجارُ الليمون من نومها أو كسلها، ينبغي إعادة إنتاج الذائقة وتطوير أدواتها بما يجعلها قادرة على « فرز وتصنيف « الجمال واستحضاره وتعميمه والانخراط في دروبه.
و ذلك كلّه يعني أن ندرك القبح ونطرده ونخنق مساحاته.
نريد نقيضا ً عميقا ً لكل هذا القبح.. وفي الخطوة الأولى أو في الطريق إلى ذلك يلزمنا أن نسترجع ما أهملناه من مفاتيح الذائقة والجمال والحبّ !
لا يستطيع أحدُنا أن يهزم القبح بالعصا أو بالاختباء وراء الجدران، والمؤلم أنّ القبح الذي شاع لم يكن ليتوزّع على تلك المساحات الواسعة لولا غياب الجمال.
و الجمال موقف من القبح وموقف من البشاعة وموقف من رداءة المشهد وموقف من الشتيمة وموقف من السلبية.
لقد شاعت أحوال عديدة من القبح بسبب ٍ من هروب واختباء صانعي الجمال والداعين إليه.
فَضّلوا الاختباء وتواروا، فشاعت البشاعة.