عمان – تنوير
كان منزل أسرة العروسين امحمد أبو عمرة ومروة أبو عمرة، الكائن في بلدة القرارة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من 20 فردا، على موعد مع القصف الإسرائيلي الذي دمره عن بكرة أبيه، دون أن يتمكن ساكنوه حتى من أخذ أي من مقتنياتهم.
فعلى مدى سنوات عمل أبو عمرة بلا كلل ليبني عش الزوجية الذي جمعه لأيام فقط بعروسه، قبل أن تحول الطائرات الإسرائيلية منزلهما خلال التصعيد الأخير إلى أثر بعد عين، تاركة خلفها شهر عسل لم يكتمل، وفرحة صرعها في مهدها قصف لا يرحم.
جلس العروسان في حزن شديد بين تلال الركام يفتشان عن ذكرى ربما بقيت من ليال جميلة، اغتالتها صواريخ لم تمنحهم سوى دقائق للخروج من المنزل قبل قصفه.
لا يعثر العروسان خلال رحلة بحثهما الحزينة بين أنقاض عشهما المنهار سوى على بقايا فستان أحمر، كانت العروس قد ارتدته يوم حنتها، ومبلغ 20 شيكلا إسرائيليا (6.5 دولار).
عاد محمد ومروة إلى عشهما بعد قصفه فوجداه وكأنه شجرة اقتلعت من جذورها، إذ أحدث الصاروخان حفرة كبيرة مكانه حولته إلى ركام، وقطع متناثرة في الأرجاء.